من المفارقات العجيبة والغريبة، أن الثورة المندلعة هذه الأيام، كلمة مؤنثة، حتى وإن حملتها سواعد الرجال، وهي اليوم في مواجهة الخيمة المؤنثة أيضا التي استعملها القذافي رمزا، لكن بين الثورة والخيمة، مسافة طويلة، تختفي فيها النساء بشكل مفاجئ، حتى من الحارسات العذارى اللواتي كن يشكلن ديكورا خاصا يحيط بالقائد العظيم، المنظر الفيلسوف، إمام المسلمين وملك ملوك إفريقيا؟!!
*
عددهن أزيد من 300 مقاتلة، قال عنهن القذافي يوما، إنهن أحسن من الرجال، جلبهن من كل عاصمة ومدينة كان ينزل فيها ملكا متوجا بماله ودولاراته التي دوخت الأفارقة، وأخرجت القبائل من عقالها، وجعلت الكل، يسبح بحمد القذافي ويقدس له؟!
*
أحد الكتاب العرب قال ساخرا، إنه لا يريد الرئاسة، على غرار القذافي، لكنه في الوقت ذاته، يعترف، أن القذافي يعتبر الأكثر حظا بين أقرانه، فالرجل محاط في حراسته الشخصية بحسناوات لم يطمسهن ـ حسب اشتراطاته ـ إنس ولا جان !! كما أنه محاط بفريق من الممرضات الأوكرانيات اللائي يسهرن على صحته ليل نهار، وهن أيضا حسناوات، وقيل إن إحداهن تحظى بقلبه، ولا يطيق منها فراقا أبدا !
*
ويواصل الكاتب، محرضا الثوار، بطريقة غير مباشرة، جمال المرأة له سطوة .. وقلوب الزعماء ليست استثناء .. فالرجال حين وقوعهم في نطاق الجذب الانثوي .. يصبحون كأسنان المشط سواء !!
*
لكن حسناوات الحرس الخاص بالقذافي، لسن ناعمات، كما قد يبدو للوهلة الأولى، فهن كإناث القطط، شرسات عند الملمات، ويتفوقن على كل إناث الكائنات الحية، في مهارات العراك، والاشتباك، والقتال بالسلاح الأبيض، والرمي بالنار إذا ما حمي الوطيس..ومستعدات للحرب، زنڤة زنڤة، دار دار، وشبر شبر !!
*
مفجر الثورة الليبية فتحي تربل قال للشروق أمس، متمنيا، أن يتحرك أحد الثوار ليضع رصاصة في رأس العقيد المجنون فيريح البلاد والعباد، علما أن الشيخ القرضاوي أفتى بجواز ذلك، فهل يمكن أن تقوم بذلك واحدة من تلك النساء المحيطات بالقذافي؟!
*
يجيب البعض، بالنفي، حيث لا نعرف زعيما مات برصاص حارساته، فبنات حواء لهن وسائلهن الخاصة، والتي يصرعن بها ذا اللب حتى لا حراك له (!!) لكن التاريخ حكى لنا قصص زعماء وزعيمات ماتوا صرعى حراسهم الذكور، ومقتل الزعيمة الهندية أنديرا غاندي ليس بعيدا عن الأذهان، حيث قضت برصاص أحد حراسها السيخ، حين كانت تهنأ بلحظات راحة واسترخاء في حديقة منزلها!
*
في المقابل، هل يمكن أن نشهد في الثورة الليبية الحالية، سابقة فريدة تتمثل في دفاع النساء عن القائد المحصن في باب العزيزية، أو نقف على معارك مباشرة لحماية الزعيم، لا أحد يعرف، فالكلمة الأخيرة للثوار الرجال، ومن ورائهن، نساء ليبيا العظيمات، حفيدات عمر المختار !
جريدة الشروق الجزائرية
0 التعليقات:
إرسال تعليق