نهائي مونديال 2010 : إسبانيا تدخل نادي أبطال العالم

أصبحت، أمس، إسبانيا ثامن منتخب يتوّج بكأس العالم في تاريخ المونديال منذ سنة 1930، حين انتزع التاج العالمي في نهائي طبعة 2010 بجنوب إفريقيا من المنتخب الهولندي بملعب ''سوكر سيتي'' بجوهانسبورغ، بعد فوزه بنتيجة 1/0 بعد الوقت الإضافي.
قبل المونديال الأول في القارة السمراء، سبق لسبعة منتخبات التتويج بكأس العالم، ثلاثة منتخبات من أمريكا الجنوبية وهي الأوروغواي والبرازيل والأرجنتين، وأربعة من القارة الأوروبية وهي ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا، ليصبح منتخب إسبانيا ثامن منتخب في العالم يفوز بكأس العالم وخامس منتخب أوروبي يعانق التاج العالمي بعد 19 دورة نهائية لكأس العالم.
وعرف النهائي ''الأوروبي الخالص'' بين إسبانيا وهولندا، تحت إدارة ثلاثي تحكيم إنجليزي بقيادة الحكم الرئيس هاوارد ويب، اندفاعا بدنيا كبيرا، جعل الحكم يشهر عدّة بطاقات صفراء، ويحذّر عناصر المنتخبين في كل مرة يتوقّف فيها اللّعب بسبب سقوط اللاّعبين. واختار كل منتخب، خلال المرحلة الأولى، عدم المغامرة في الهجوم، والاعتماد على الحذر، ما قلّل من فرص التهديف من الجانبين.
وخلال المرحلة الثانية، حاول المنتخب الهولندي إيجاد مساحات في دفاع منتخب إسبانيا، بقيادة بويول، واعتمد الهولنديون على فنيات روبن وشنايدر، وكاد روبن في محاولتين يصنع الفارق، الأولى في الدقيقة 51 عن طريق قذفة قوية بالقدم اليسرى تصدّى لها الحارس الإسباني إيكر كاسياس ببراعة، والثانية في الدقيقة 62، حين انفرد روبن بالحارس الإسباني، غير أنه فشل في صنع الفارق أمام براعة كاسياس الذي أخرج الكرة بأعجوبة إلى الركنية بقدمه اليمنى.
وجاء ردّ المنتخب الإسباني سريعا، حيث استفاد دافيد فيّا، في الدقيقة 69، من تمريرة ذكية من زميله خيسوس نافاس، حيث وجد فيّا نفسه أمام الحارس الهولندي ستيكلمبراغ إثـر خطإ فادح في الدفاع، غير أن قذفة هدّاف المنتخب الإسباني أبعدها مدافع هولندي إلى الركنية.
المنتخب الإسباني الذي لعب أول نهائي له في كأس العالم في تاريخه، مقابل ثالث نهائي لهولندا الذي خسر اللّقب سنتي 1974 و1978 أمام منتخبي البلدين المنظمين ألمانيا الغربية والأرجنتين على التوالي، وظّف كل أوراقه في الهجوم خلال المرحلة الثانية، وسعى المدرّب دال بوسكي جاهدا إلى محاولة نقل الخطر إلى مرمى هولندا، بغرض إرغام الهولنديين على التراجع، بعدما شكّلت تشكيلة المدرّب فان مارفيك خطورة كبيرة على الإسبان في الشوط الثاني، على غرار ما فعله رفقاء شنايدر أمام البرازيل في ربع النهائي.
وفشل راموس من جانب إسبانيا وروبن من جانب هولندا في الاستثمار في محاولتين سانحتين للتهديف لينتهي الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي. وأهدر منتخب إسبانيا فرصتين لصنع الفارق في الدقيقتين 95 و100 خلال المرحلة الإصافية الأولى عن طريق فابريغاس ونافاس، فيما ارتكب الحكم الإنجليزي، الذي طرد هايتنغا في الدقيقة 111 بعد تلقيه إنذارين، بعض الأخطاء التقديرية أثارت احتجاج لاعبي المنتخبين، خاصة لاعبي منتخب هولندا، حين احتسب ستة أمتار لصالح إسبانيا رغم أن الجدار البشري الإسباني حوّل كرة ثابتة هولندية إلى الركنية في الدقيقة .116 وثار الهولنديون، دقيقة واحدة بعد ذلك، حين تمكّن إينييستا من تسجيل الهدف بقذفة قوية، ألهبت الجمهور الإسباني، واعتبر الهولنديون أن خطأ الحكم الإنجليزي تسبّب في تغيير مجرى المباراة، لينتهي اللقاء بفوز إسبانيا على هولندا بهدف دون رد، لتحقّق أول لقب عالمي له، فيما خسرت هولندا النهائي الثالث في تاريخها.