استفحال عمليات سرقة سيارات من نوع ''أكسنت'' و''آتوس''، دفع بعناصر فصيلة مكافحة تهريب السيارات للمقاطعة الغربية للشرطة القضائية، بتكثيف تحرياتهم التي دامت عدة أسابيع، لتنتهي بالقبض على المتهم الرئيسي، الذي كان يستعين بفتاة وسيارة فخمة ويصنع مفاتيح السيارات المسروقة في عين المكان في ظرف خمس دقائق.
كشف مصدر أمني أن تعدد عمليات سرقة السيارات من نوع ''أكسنت'' و''آتوس'' على مستوى العاصمة ترك انطباعا لدى المحققين على مستوى فصيلة مكافحة تهريب السيارات للمقاطعة الغربية للشرطة القضائية، التابعة للمديرية الولائية للشرطة القضائية لأمن العاصمة، بأن هناك عدة شبكات تنشط على مستوى العاصمة مختصة في سرقة هذين النوعين من السيارات، سهلة السرقة، حسب محدثنا.
غير أن تحريات مصالح الأمن كشفت أن الأمر يتعلق بشخص واحد يبلغ من العمر 46 سنة، مسبوق قضائيا، كان يقوم بالاستيلاء على هذه السيارات بطريقة ''متقدمة'' من الاحتراف والسرعة. ولم يتمكن عناصر فصيلة مكافحة تهريب السيارات من الإيقاع به إلا بعد تنصيب عدة مصيدات على مستوى عدد من أحياء العاصمة، وبعد أسابيع من التحقيق وتقفي آثار اللص.
وكشفت التحريات أن المتهم الرئيسي في القضية كان يقوم، رفقة فتاة وشريك له، بترصد أصحاب سيارات ''أكسنت'' و''آتوس'' المراد سرقتها، حيث كان يفضل اختيار السيارات المركونة في أماكن لا تلفت أنظار شهود. وبعد فترة من ترقب تحركات الضحايا، كان يقوم بالتنقل مع شريكه والفتاة على متن سيارة فخمة لتفادي جلب الأنظار، ثم يقوم بالوقوف أمام السيارة المعنية ويتظاهر بإجراء مكالمة هاتفية، ويتحيّن الوقت المناسب لاقتلاع قفل الباب الأمامي الأيمن أو باب الصندوق، ثم يقوم بوضع شريط لاصق يكون من نفس لون السيارة على مكان القفل حتى لا تجلب الأنظار في انتظار سرقة السيارة.
والفريد في هذه القضية، أنه بعد اقتلاع القفل يمتطي السيارة الفاخرة، التي على متنها الفتاة وشريكه، ويتظاهر الجميع أنهم يتبادلون أطراف الحديث، في الوقت الذي يقوم فيه المتهم الرئيسي بصنع مفتاح السيارة بالاستعانة بمبرد بعد أخذ مقاسات القفل الذي تم اقتلاعه، ولا تدوم هذه العملية أكثر من خمس دقائق، لسهولة تقليد المفتاح، خاصة أن قائد الشبكة سبق أن عمل كصانع أقفال.
بعدها يقوم بتسليم المفتاح لشريكه، ليسرق السيارة ويقوم بنقلها إلى مكان محدد بالعاصمة، أين يتم بيعها لشخص آخر، مقابل 25 مليون سنتيم للسيارة الواحدة، بعدها يقوم بتزوير وثائقها ليتم إعادة بيعها بوثائق مزورة أو تفكيكها لتباع كقطع غيار.
وتمكن عناصر فصيلة مكافحة تهريب السيارات، من توقيف الشريك المكلف ببيع السيارات المسروقة بعد سرقته سيارة من حي عين النعجة، حيث تفطن لتواجد مصالح الأمن ما أجبر هؤلاء على الدخول في عملية مطاردة على طريقة الأفلام على مستوى الطريق السريع. كما تم توقيف المتهم الرئيسي بعد تمديد الاختصاص على مستوى إحدى ولايات غرب البلاد، فيما لا تزال الفتاة في حالة فرار.
وكشف محدثونا أن هؤلاء كانوا يستعينون بسيارات فخمة مختلفة في كل مرة لعدم إثارة الشبهات، كما كانوا يتنقلون من حي إلى آخر، لتضليل مصالح الأمن التي اعتبرت في وقت سابق أن هناك عدة شبكات مختصة في سرقة سيارات ''أكسنت'' و''آتوس''. وأضاف محدثنا أن أصحاب هذه السيارات مدعوون لتحصينها بأنظمة تنبيه عن السرقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق