60 طنا المحجوزة السنة الماضية بالجزائر تمثل جزءا بسيطا من الكيف الذي يخترق الحدود
وجهت أجهزة الأمن الإسبانية ضربة موجعة لمافيا الحشيش المغربي بعد تفكيكها شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات انطلاقا من التراب المغربي ليتم تسويقها نحو عدة نقاط من العالم ومن بينها الجزائر، هذه الأخيرة تغرق تحت أطنان من ''الزطلة'' المغربية، وتوسع بحكم ذلك الاستهلاك ليمس مختلف الشرائح في الجزائر.
العملية النوعية التي أطيح خلالها بـ65 شخصا من أعضاء الشبكة في التراب الإسباني والذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، شرع في التخطيط لها وتتبع خطوات أعضائها منذ أوت الماضي، ومكنت الأمن الإسباني من الإيقاع بأعضاء الشبكة في عدة مدن كمليلية وغرناطة ومالقة وألميريا وأليكانت وفالنسيا وبرشلونة ومدريد ومايوركا.
وأوضحت وسائل الإعلام الإسبانية بأن العملية تم خلالها مصادرة خمس سفن، وأكثـر من 100سيارة، حجزت معظمها بمدينة مليلية، وكذا مصادرة 20 طنا من الحشيش المغربي، وقدرت قيمة المحجوزات بـ250 مليون أورو.
الشبكة الدولية كانت تتخذ من الأراضي المغربية مكانا لانطلاق نشاطها، حيث كانت تتزود منها بالحشيش، لتقوم بعدها بنقله على متن سفن الشحن الكبيرة، ليتم بعد ذلك نقله إلى مناطق عدة منها إيطاليا وهولندا وبريطانيا وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة والجزائر بعد أن توزع الحمولات في سفن صغيرة.
الجزائر تغرق تحت أطنان الكيف المغربي
لكن ليست إسبانيا الوحيدة التي تقع تحت طائلة تهديد الحشيش المغربي، بل المنطقة بكاملها خاصة وأن المافيا كانت تجعل أيضا الجزائر معبرا للمخدرات نحو أوروبا والشرق الأوسط، وكذلك سوقا لتوزيع سمومها، وكثيرا ما اكتشف في الشواطئ الجزائرية خاصة منها الغربية كميات كبيرة من المخدرات ملفوفة في طرود عائمة سواء في عرض البحر أو في الشواطئ.
وكشفت حصيلة مصالح الأمن العام الفارط عن حجز ما يفوق 60 طنا من الكيف المغربي، وهو لا يمثل سوى جزء بسيط من الكميات التي تفلت من رقابة مصالح الأمن، وهذا يفسر بتحول الجزائر من منطقة عبور فقط إلى منطقة استهلاك، بحكم القرابة الجغرافية والتدفق المستمر للحشيش المغربي.
ووفق القضايا الأخيرة، أيضا فإن الخناق المفروض من قبل مصالح الأمن الجزائري عبر الطرقات الرابطة بين غرب البلاد بالمناطق الوسطى والشرقية، دفع بشبكات التهريب إلى تحويل مسار تدفق الكيف عبر ولايات الشرق مرورا بالمناطق الصحراوية، التي تصعب فيها السيطرة على تحركات عصابات المخدرات. وانطلاقا من الولايات الشرقية، تتحول كمية من ''الزطلة'' إلى باقي ولايات الوطن، وجزء هام آخر يتم تحويله نحو دول الشرق الأوسط وأوروبا مرورا بالبلقان أين تقل الرقابة.
والوضعية الحالية، تجعل الجزائر أول ضحية للكم الهائل من الكيف المصدر من المغرب، بعد أن أقفلت الدول الأوروبية منافذ وصوله إلى القارة العجوز عبر القوارب السريعة. وهذا ما يفسر المنحى التصاعدي للمحجوزات في الجزائر من سنة إلى أخرى. وفي هذا السياق، حولت ''وفرة'' الكيف بلادنا من نقطة عبور إلى منطقة استهلاك، وشهدت تناميا كبيرا لعصابات ترويج الكيف، تحول بفضلها مروجون صغار إلى أباطرة، ''بيّضوا'' الأموال المحصلة من المتاجرة بالكيف في شراء عقارات.
كما وصل سن استهلاك ''الزطلة'' إلى مستويات رهيبة، حيث كشفت عدد من القضايا تعاطي تلاميذ في الطور الابتدائي للكيف المعالج.
وكان مدير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان عليها، قد دق ناقوس الخطر من خلال حثه السلطات للتنسيق أكثـر لمواجهة شبح الكيف المغربي، مشيرا إلى أن مصالح الأمن تصارع لوحدها في الوقت الذي يستلزم فيه الوضع تنسيقا حكوميا أوسع.
بعد العملية النوعية التي قامت بها الشرطة الإسبانية : خطر مافيا الحشيش المغربي يهدد أوروبا والجزائر
في الاثنين، 12 جويلية 2010
0 التعليقات:
إرسال تعليق