فتحت مصالح الأمن تحقيقا موسعا حول تهريب أطنان من النحاس الأحمر، عبر الحدود الشرقية والغربية، حيث تزايد نشاط عصابات التهريب، التي أبرمت اتفاقيات بالملايير مع مصدرين أجانب، بعد أن ارتفع سعر الطن منه في البورصة إلى 4500 أورو.
يأتي تحرك المصالح المختصة، على إثر توقيف سائق شاحنة محملة بالكوابل والنفايات النحاسية في فوكة بتيبازة، والذي يوجد رهن الحبس المؤقت، وتشير المعلومات الأولية في التحقيق إلى أن ''وجهة هذه الشحنة من النحاس الأحمر كانت نحو الحدود الشرقية للوطن وفي تبسة تحديدا''. وتواصل نفس المصالح التحريات من أجل تفكيك خيوط العصابة التي تنشط في إطار عصابة دولية تقوم بتهريب النحاس الأحمر إلى دول أوروبية خاصة ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.
وحسب مصادر ''الخبر'' فإن، ''أطنانا من النحاس الأحمر يتم تهريبها نحو المغرب أو تونس''، كما أن محور نشاط المسترجعين للنفايات يمتد من فوكة بتيبازة ووادي السمار بالعاصمة، وصولا إلى عين تيموشنت وباتنة. ويتم تداول الكيلوغرام الواحد من النحاس الأحمر بـ330 دينار، حيث قفز سعره إلى هذا المستوى، بعد أن كان لا يتجاوز 90 دينارا، وهذا ما يفسر ارتفاع سعره في مؤشر البورصة العالمية، حيث ارتفع من 1500 أورو إلى 4500 أورو للطن الواحد. أما فيما يتعلق بالنحاس الأصفر فقد قفز سعر الكيلوغرام الواحد منه في سوق المهربين بما يعادل 220 دينار.
وقدرت مصادرنا بأن ما يزيد عن 300 قنطار من النحاس الأحمر والأصفر، يتم تهريبه يوميا، خصوصا نحو الحدود الغربية، حيث تعاني شركات تصدير النفايات غير الحديدية هناك من نقص فادح في هذه المادة. وتقدر خسارة الخزينة العمومية من جراء هذه العمليات ما يزيد عن 19 مليون أورو شهريا، خاصة بعد اتخاذ قرار حظر تصدير النفايات غير الحديدية في الجزائر في أفريل .2008
وتتم عملية التهريب وفق مخطط محكم، حيث يتم بداية تجميع النفايات النحاسية عن طريق شاحنات صغيرة تجوب المدن، ثم يتم بعدها تجميعها في حظائر خاصة، ليتم بعدها شحن الشاحنات التي تتجه نحو المدن الحدودية، ويتم تهريبها فيما بعد، لتصدّر في نهاية المطاف إلى أوروبا في الحاويات على متن السفن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق